غزه بين حصار العدو وسليبيه الاهل
نقلا عن موقع ميدل ايست اون لاين
حصار غزة يضع النظام المصري في مأزق
اكتفاء السلطات المصرية بالمكالمات الهاتفية لحل ازمة غزة ومنع الفلسطينيين من عبور رفح يضعها في موقف حرج.
ميدل ايست اونلاينالقاهرة – من منى سالم
يجد نظام الرئيس حسني مبارك نفسه في موقف الدفاع امام الرأي العام المصري رغم قرار اسرائيل بتخفيف الحصار على قطاع غزة خصوصا ان المعارضة المصرية وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين، التي انبثق قادة حماس من عباءتها، تعد لسلسلة تظاهرات للمطالبة بفتح معبر رفح.
وبحكم موقعها الجغرافي الذي يجعل معبر رفح في جنوب القطاع، نقطة الاتصال الوحيدة بين غزة والعالم الخارجي، اصبحت مصر في فوهة نيران الانتقادات السياسية والاحتجاجات الشعبية.
وصباح الثلاثاء، تظاهرت مئات من السيدات الفلسطينيات امام معبر رفح من الجهة الفلسطينية وحاولن اقتحامه بالقوة ولكن حرس الحدود المصريين تصدوا لهم بخراطيم المياه لمنعهم من الدخول الى الجانب المصري من المنفذ.
وقال مصدر امني مصري بعد ذلك ان عشرات الفلسطينيين عبروا معبر رفح ودخلوا الى الجانب المصري منه بعد ان القوا الحجارة على قوات حرس الحدود المصريين واطلقوا النيران في الهواء.
وترفض القاهرة فتح معبر رفح المغلق منذ سيطرة حركة حماس في منتصف حزيران/يونيو الماضي على قطاع غزة استنادا الى ان تشغيله سيعد انتهاكا لاتفاقية مبرمة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبي تقضي باشراف الاخير عليه.
وكان مراقبو الاتحاد الاوروبي انسحبوا من المعبر فور سيطرة حماس على القطاع وانسحاب القوات التابعة للسلطة الفلسطينية منه.
وبعد نداء حماسي وجهه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء الاحد، عبر قناة الجزيرة الفضائية، الى الرئيس المصري حسني مبارك يدعوه فيه الى فتح معبر رفح "في هذه اللحظة التاريخية"، لم يكف المسؤولون المصريون عن الادلاء بتصريحات يؤكدون فيها انهم يقومون بكل المساعي الممكنة لتخفيف الحصار عن اهالي القطاع.
وركزت الصحف المصرية الحكومية اليوم الثلاثاء على الجهود التي قام بها مبارك من اجل استئناف تزويد غزة بالوقود.
وكتبت صحيفة "الاهرام" في عناوينها الرئيسية في صدر الصحفة الاولى "الرئيس يؤكد لاولمرت وباراك ضرورة رفع الحصار عن القطاع"، و"الاتصالات المصرية تسفر عن موافقة اسرائيل على استئناف امداد غزة بالوقود" في اشارة الى الاتصالين الهاتفيين اللذين اجراهما مبارك الاثنين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك.
في المقابل، انتقدت الصحف المعارضة موقف مبارك وكتبت صحيفة "الدستور" المستقلة "مكالماتك التليفونية لن تنقذ الشعب الفلسطيني يا سيادة الرئيس"، وتساءلت "لماذا لا تخشن مصر امام اسرائيل قليلا".
واضافت الصحيفة بلهجة ساخرة ان مصر "تحولت الى سنترال (هاتفي) كبير مهمته اجراء مكالمات لن تفعل شيئا".
وبدات الاحتجاجات الشعبية في مصر الاثنين اذ تظاهر اكثر من ثمانين نائبا في البرلمان المصري من بينهم بعض نواب الحزب الوطني الحاكم امام مقر مجلس الشعب للمطالبة برفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح.
وحاول النواب القيام بمسيرة الى مبنى الجامعة العربية المجاور ولكن الاجهزة الامنية رفضت فانتقلوا الى هناك بحافلة وسلموا الامين العام للجامعة عمرو موسى مذكرة تطالب بتحرك عربي لرفع الحصار عن غزة.
واعلنت جماعة الاخوان المسلمين، وهي اكبر قوة معارضة في مصر ويحتل نوابها 20% من مقاعد مجلس الشعب المصري، عن تنظيم سلسلة فعاليات احتجاجية خلال الايام المقبلة للمطالبة بفتح معبر رفح.
وقال الامين العام للاخوان المسلمين محمود عزت ان الجماعة دعت "كافة القوى السياسية والشعبية والاحزاب والنقابات المهنية في مصر الى مؤتمر جماهيري الاربعاء امام مقر الجامعة العربية في القاهرة".
واضاف في تصريح لموقع جماعة الاخوان على شبكة الانترنت ان المؤتمر يهدف الى "مطالبة الحكام والعرب والمسلمين بالقيام بواجبهم تجاه القضية الفلسطينية ورفع الحصار المفروض على غزة وسرعة فتح المعابر".
ودعا اتحاد الاطباء العرب في اعلان نشر الثلاثاء في بعض الصحف المصرية "الشركات والهيئات والمنظمات الرسمية والشعبية المصرية والعربية الى توجيه قوافل اغاثة (اغذية وادوية) الى رفح المصرية اعتبارا من صباح الاربعاء".
كما اعلن الاتحاد في اعلان اخر منفصل عن تنظيم "مؤتمر شعبي تحت شعار ارفعوا الحصار عن غزة في نقابة الاطباء المصرية مساء الخميس".
Comments